مجلة كلية التربية األساسية للعلوم التربوية واإلنسانية / جامعة بابل

Transcription

1 الثائر الشهيد في مواجهة الضالل األموي م.م. إحسان جودة كاظم البيرماني المديرية العامة للتربية في محافظة بابل Rebel martyr in the faee of the Amawian Labyrinth M. Ihsan Gouda Kazem Alibermani Directorate General of Education in the province of Babylon Abstract There are sources that indicate that the name Zaid came from the Prophet (Peace and blessings of Allah be upon him), which he called Zaid a Imam Zaid Bin Ali grew up in a great scientific and religious environment and was nourished by the wisdom of Lebanon, As he grew up in the city of Jeddah, the Messenger of Allah (peace be upon him and his family) present science, Under the patronage of his father Imam Ali Zine El Abidine Bin Al Hussein (peace be upon them), And that others have left behind, saying: knowing that people will let him down as they abandoned his father before we fought with him, And then after the death of his father Karim took over his eldest broth Mohammed al-baqir (peace be upon him),, And it is natural that this relationship has an effective impact on his behavior and personality Imam Zaid bin Ali religious and humanitarian duty, to remove injustice and tyranny as much as he can, Even killed a martyr, the call of Imam Zaid (peace be upon him) to jihad where he was called: (Do not say: We have outraged you, but say: we went out of anger to God and his religion), Imam Zayd (may Allah be pleased with him) said: "I invite you to the Book of Allah and the Sunnah of His Prophet (may Allah bless him and grant him peace) and the Jihad of the oppressors The scholars considered the Zaid revolution against Umayyad tyranny to be the revolution of the scholars, the scholars and the ascetics They even have some historians to mention that those who fought with Zaid were of the scholars and scholars, Because he is a true imam even though the revolution of Imam Zeid ended with his martyrdom and martyrdom with him, Then crucified and throw his body in the swan of Kufa, but this revolution was the wick that sparked the Great Revolution, which ended the Umayyad rule, The Umayyads forever, Imam Zayd ibn Ali is the first to be classified in a strange interpretation of the Qur'an, and this has affected those who came after him Imam Zaid bin Ali left a great intellectual heritage, in multiple sciences, and was the focus of scientists and investigators over time and age. Key Word: Zaid, thought, Revolution, Approach of, Inuitation المقدمة: كان اإلمام )عليه السالم( يشعر بمسؤولية في القضاء على هذا الحكم الفاسد الذي يريد العودة إلى الجاهلية بعد اإلسالم فكان على اإلمام أن يثور ال ليعلن عن وجود خاطئ الذي تمثل )بهشام بن عبد الملك بن مروان( في مفهوم الناس عن الخليفة ألن اإلعالن وحده ال يجدي في أمثال هذا المجال أنما ليقتلع من مشاعر الناس المؤمنة جذور األتباع األعمى لسيرة كل من جلس على مسند الخالفة - باإلرهاب وإلغ ارء أنما الخليفة الذي أمر الرسول )صلى اهلل عليه وآله( بتباع سيرته هو المنصوص عليه من قبله بالخالفة فقط فكان البد من ثورة عارمة تكتسح ذلك الحكم األموي السافك للدماء والمتعطش لها أولئك الخلفاء الذين لم يكونوا يفكرون في مصالح األمة والرسالة بمقدار ما كانوا يفكرون في مصالحهم الخاصة فسخروا كل إمكانات الخالفة لتبرير وجودهم أوال وتعزيز مكانتهم ثانيا. فكان اإلمام زيد )عليه السالم( يعمل من أجل ان تكون ثورته في مستوى الهدف الضخم الذي يحاول انجازه فحشد كل اإلمكانات التي يمكن تحشديها لثورته من أجل إرجاع الحق إلى أهله الشرعيين وهم أهل البيت )عليهم السالم( وفي عصره كان يدعو 1655

2 اإلمام زيد )عليه السالم(الى الرضا من آل محمد وهو اإلمام جعفر الصادق)عليه السالم( كما دلت على ذلك األحاديث والروايات التي دلت بهذا الخصوص. أذ من الطبيعي أن يحدث قتل اإلمام )عليه السالم( بأيدي الكوفيين بعد دعوتهم أياة كما حصل ذلك مسبقا لجدة اإلمام الحسين )عليه السالم( وكما اخبر بغدرهم وعدم وفائهم من قبل أخيه اإلمام الباقر وولده الصادق بعده )عليهما السالم( ولكن رغم انتهاء المعركة باستشهاده )عليه السالم( وصلبه وحرقة ثم تذريته في الهواء لكن كان ذلك االستشهاد الفتيل الذي أنهى الحكم األموي إلى األبد بعد ثورة الشهادة الكبرى الذي قادها جده اإلمام أبا عبد اهلل األولويات. الحسين )عليه السالم( والتي كان في فكر الثائر الشهيد االنتقام من قتلت ابن بنت رسول اهلل )صلى اهلل عليه وأله من أولى فكانت ثورة اإلمام زيد )عليه السالم( تكميال لثورة جده اإلمام الحسين )عليه السالم( تلك الثورة التي كشفت عن واقع العنصر األموي بأجلي ما يمكن الكشف أذ ظهر عنص ار جاهليا يدوس كل مقدسات الذي يحكم باسمه ويشيع القتل والسبي في ذرية الرسول )صلى اهلل عليه وآله(. فكان ال بد للعنصر الهاشمي من يغير على ثورته وينقذها من أيدي المنحرفين فقام بهذا الدور اإلمام الثائر الشهيد زيد بن علي بن الحسين بن أبي طالب )عليهم السالم(. علي)عليهما بن زيد اإلمام لحياة موجزه عامة نظرة عرض إلى: البحث يهدف سبيل هلل بيان تأثير )اإلمام زيد بن علي عليهما السالم( في الحياة السياسية والفكرية حياة على التعرف إلى الحاجة البحث: أهمية أئمتنا األطهار )عليهم السالم( من ثورة الثائر الشهيد زيد اإلمام والتعرف بن على علي (عليهما السياسية الحياة السالم( والدينية. السالم( والدينية منذ ودورة في إلى النشأة اإلصالحي اإلمام عصر الثورة في واالستشهاد والجهادي بيان موقف السالم( )عليه زيد والتعرف أيضا موقف اإلمام زيد من اإلمامة في عصره وموقفه من اإلمام الواجب الطاعة وهو اإلمام جعفر الصادق )عليه السالم(. أما خطة البحث فجاءت تحت عنوان )الثائر الشهيد في مواجهة الضالل األموي( وفيه ثالث مطالب األول: نسبه ومولدة المبارك ونشأته ثم هذا المطلب بمطلب ثالث: اإلمام زيد )عليه السالم( ودعوى االمامة ثم الخاتمة. الكلمات المفتاحية: زيد فكر ثورة منهج دعوة. المطلب األول: نسبه ومولدة المبارك ونشأته أوال: نسبه: األب: متبوع بمطلب ثاني: ثورة اإلمام الحسين )عليه السالم( وأبعادها الفكرية في اإلسالم وهذا مشفوع هو اإلمام الشهيد زيد بن علي بن الحسين بن أبي طالب )عليهم السالم( بن عبد المطلب أبن هاشم بن عبد مناف القرشي من سادات أهل البيت )عليهم السالم( الهاشمي أبو الحسين األم: وأمه: اسمها: )أم ولد: األمة المملوكة عندما تنجب من سيدها تصبح أم ولد وال يجوز بيعها وهبتها وقيل أسمها جيدا جيداء حيدان حو ارء غ ازلة( من بالد السند روي أن المختار اشت ارها بثالثين ألف درهم وأهداه إلى علي بن الحسين)عليهم السالم( وروي أن علي بن الحسين عليه السالم هو الذي. اشت ارها - 1 ينظر: الطبقات الكبرى أبو عبد هللا محمد بن سعد البصري )ت: 230 ه( 299/5 واإلفادة في تاريخ أئمة الزبدية يحيى بن الحسين الهاروني )ت: 424 ه( /.61-2 ينظر: الكامل في التاريخ ابن االثير )630 ه( 294/4 موسوعة أهل البيت )عليهم السالم( باقر شريف القرشي. 19/

3 )ويأتي إن هشام بن عبد الملك عيره بأنه ابن أمة فأجابه إن إسماعيل بن أمة وكان نبيا مرسال وخرج من صلبه سيد ولد أدم وانه ال يقصر برجل جده رسول اهلل )صلى اهلل عليه وآله( ان يكون ابن أمة(. ومن الجدير بالذكر: أن أئمة أهل البيت )عليهم السالم( ال يرون تفاوتا في التفاضل بينهن أنما هو بالتقوى حسب ما قرره اإلسالم. الوليد المبارك: الزواج من األمة وغيرها من النساء العربيات وأن أشرقت المدينة بوالدة زيد بن علي )عليهم السالم( وكان األمام زين العابدين وبقية أهل البيت )عليهم السالم( ينتظرونه بفارغ الصبر ألنه امتداد ألسرته التي حصدتها سيوف األمويين أما زمان والدته المباركة اختلفت ال ارويات في تحديد تلك ألسنه فهناك من ذهب ان والدته سنة )خمس وسبعون من الهجرة( أو )ثمان وسبعون من الهجرة( وقيل سنة )ثمانين من الهجرة( وقيل غير ذلك. تسمية وتفاؤل األمام )عليه السالم( لولده: وردت روايات في خصوص التسمية بزيد فقيل: أن والده سماه بذلك بعد أن أرى في أثناء المنام أن النبي )صلى اهلل عليه وآله (5( وسلم( قد أدخله إلى الجنة وزوجه بحورية أولدت له ولدا وسمع هاتفا يبشره به ويناديه س م المولود زيد كذلك من المصادر ما تشير الى ان تسمية بهذا االسم زيد جاءت من عند النبي )صلى اهلل عليه وآله وسلم(وهو الذي سماه زيدا ففي حديث حذيفه بن اليمان )6( قال: )نظر النبي )صلى اهلل عليه واله وسلم( إلى )زيد بن حارثة( والمصلوب في أمتي فقال: المظلوم من أهل بيتي س م ي هذا و المقتول في اهلل تعالى س م ي هذا وأشار إلى زيد بن حارثة ثم قال: اد ن مني يا زيد ازدك اهلل حبا عندي فأنت س م ي الحبيب من أهل )7( بيتي(. وقيل: ان علي بن الحسين )عليه السالم( والد اإلمام زيد - كان إذا صلى الفجر لم يتكلم حتى تطلع الشمس فجاءوه يوم ولد زيد فبشروه بعد صالة الفجر فقال ألصحابه: أي شيء ترون أن أسمي هذا المولود قال :فقال كل رجل منهم :سمه كذا فقال :يا علي بالمصحف فوضعه في غالم ال ق اع د ين أ ج ر ا ع ظ يم ا()النساء: 95 ( فيه فإذا الورقة في حرف أول إلى فنظر فتحه ثم حجره قال تعالى: )و ف ض ل الل ه ال م ج اه د ين ع ل ى ثم أطبقه ثم فتحه فنظر فإذا في أول ورقة قال تعالى: )الل ه اش ت ر ى م ن ال م ؤ م ن ين أ ن ف س ه م و أ م و ال ه م ف ى ب ع ه د ه م ن الل ه ف اس ت ب ش ر وا ر اة و اإل ن ج يل و ال ق ر آ ن و م ن أ و ب أ ن ل ه م ال ج ن ة ي ق ات ل ون ف ي س ب يل الل ه ف ي ق ت ل ون و ي ق ت ل ون و ع د ا ع ل ي ه ح ق ا ف ي الت و ز ال ع ظ يم ( )التوبة: 111( ب ب ي ع ك م ال ذ ي ب اي ع ت م ب ه و ذ ل ك ه و ال ف و ثم قال: هو واهلل زيد فسمي زيدا ( (8) )9( )وتعجب اإلمام و ارح يقول: ع ز يت عن هذا المولود وأنه لمن الشهداء(. - 1 الكامل 294 4/ وأعيان الشيعة ا لسيد محسن األمين )ت: 1371 ه( / - 2 أعيان الشيعة / - 3 ينظر: موسوعة أهل البيت )عليهم السالم( باقر شريف القرشي 18/ ينظر: تاريخ دمشق ابن عساكر )ت: 571 ه( 480/19 والحدائق الوردية في مناقب أئمة الزبدية حميد بن احمد المحلي )ت: 652 ه( 1 / 143 والكليني والكافي الشيخ عبد الرسول الغفار / ينظر: موسوعة أهل البيت باقر شريف القرشي 20/39 6- زيد بن حارثة بن شراحيل الكلبي من بني عبد ود وقع عليه السبي فاشتراه رسول )بسوق عكاظ ولم ا نب ىء رسول هللا )ودعاه إلى اإلسالم فأسلم فكان ثالث المسلمين بعد علي وخديجة )عليهم السالم( فقدم أبوه حارثة وقال ألبي طالب: سل ابن أخيك بأن يبيعه أو يعتقه فسأله ذلك فقال ): هو حر فليذهب حيث شاء فأبى زيد أن يفارق النبي )فقال حارثة: يا معشر قريش اشهدوا أن ه ليس ابني فقال رسول هللا ): اشهدوا أن زيدا ابني فكان يدعى زيد بن محمد إلى أن نزل قوله تعالى: )اد ع وه م آلب ائ ه م )وكان النبي )يحبه حبا شديدا وآخى بينه وبين حمزة بن عبد المطلب وقتل يوم مؤتة سنة ثمان من الهجرة وهو والد أسامة بن زيد الذي أم ره النبي )على شيوخ المهاجرين واألنصار وأمره بالشخوص إلى مؤتة فتقاعس عنه أقوام وتخلفوا عنه فلعن النبي )من تخلف عن جيش أسامة. ينظر: مستطرفات السرائر باب النوادر )موسوعة إبن إدريس الحلي( أبن إدريس الحلي )ت: 598 هج( / مسند زيد بن علي زيد بن علي بن الحسين )عليهم السالم( )ت: 122 هج( / 9 وأنساب األشراف أحمد بن يحيى بن جابر )البالذري( )ت: 279 هج( 3 / 229 ومستطرفات السرائر باب النوادر )موسوعة إبن إدريس الحلي( أبن إدريس الحلي/ مستطرفات السرائر باب النوادر )موسوعة إبن إدريس الحلي( أبن إدريس الحلي/ الفصول المهمة في معرفة األئمة )ابن الصباغ()ت: 855 هج( 2001 م 899 / 2 وموسوعة المصطفى والعثرة حسين الشاكري 8 /

4 لقد تنبأ اإلمام بشهادة ولده وأحاط أصحابه علما بشهادته وأنه من المجاهدين في سبيل اهلل تعالى والفائزين بك ارمته فسالم عليه يوم ولد ويوم استشهد ويوم يبعث حيا. نشأته: نشأ اإلمام زيد بن علي في بيئة علمي ة وديني ة عظيمتين فتغذى بلبان الحكمة إذ نشأ في مدينة جده رسول اهلل )صلى اهلل عليه وآله وسلم( حاضرة العلم وتحت رعاية أبيه اإلمام علي زين العابدين بن الحسين)عليهم السالم( عاش ثماني عشرة سنة من حياته فرب اه أبوه على الخلق الرفيع وغذاه بالروح الدينية العالية ث م بعد وفاة أبيه الكريم تول ى بتربيته أخوه األكبر األمام محمد الباقر )عليه السالم( وقد الزم منذ نعومة أظفاره أخاه االمام الباقر )عليه السالم( خليفة أبيه ووصيه ووارث علمه ومن الطبيعي إن لهذه الصحبة أث ار فعاال في سلوكه وتكوين شخصيته فقد كان في هد ي ه يضارع هدي آبائه الذي طهرهم اهلل من الرجس والزيغ وأبعدهم عن مآثم هذه الحياة. في هذا البيت الذي يعد مهد العلم النبوي وفي ظل هذه الدوحة الكريمة نشأ األمام الشهيد زيد )عليه السالم( ترعرع وتربى وتكونت ميوله ومنازعاته في الحياة واتجاهاته وقد تلقى زيد )عليه السالم( علمه األول فيه وال شك أنه حفظ القرآن فيه وقد اتجه بعد القرآن الى الحديث يتلقاه عن أبيه وأخيه )عليهم السالم( وانه يالحظ في وسطه الذي نشأ فيه كلها يؤدي إلى أعظم تهذيب وأكمل خلق وأعلى المكارم حيث ذلك الشرف النسبي الذي ال يعلو إليه نسب في العرب أو غير العرب فهو عترة النبي واله( ويجري في دمائهم دم النبي الطاهر وهذا يتجه بهم إلى معالي األمور وعظائمها. )صل اهلل عليه أنهم أصيبوا بشدائد ومحن ال تتفق مع ما يستحقونه من تكريم فكانت تلك المحن سببا في أن يتظامنوا للناس من غير ذلة وأن يكونوا رحماء بهم وان أعاظم الرجال دائما يلتقي فيهم شرف النسب وعزته مع صقل الم حن وتجاربها وقد أريت كيف دفعت الملمات عليا زين العابدين أبا زيد )عليهم السالم( ألى ما كان فيه من رحمة ورفق بالناس وقد أرى زيد في تربيته األولى هذه المكارم وذلك السمو الروحي. وبتلك التربية والصفات التي نشأ عليها كان زيد من علماء عصره البارزين وكان موسوعة في الحديث والفقه والتفسير واللغة واألدب وعلم الكالم. وقد سأل جابر اإلمام الباقر )عليه السالم( عن زيد)عليه السالم( فأجابه )عليه السالم(: )سألتني عن رجل ملئ (3( إيمانا وعلما من أط ارف شعره إلى قدمه(. وقال )عليه السالم( فيه:)إن زيدا أعطي من العلم بسطة( الحديث وقد أخذ علومه من أبيه اإلمام زين العابدين )عليه السالم( ومن أخيه اإلمام الباقر )عليه السالم( الذي بقر العلم حسبما أخبر عنه جده الرسول )صلى اهلل عليه وآله وسلم( وقد غذياه بأنواع العلوم وأخذ عنها أصول االعتقاد والفروع والتفسير فكان من الط ارز األول في فضله وعلمه. ثانيا : ما قيل بحق الشهيد زيد أبن علي )عليهم السالم(: نال اإلمام زيد )عليه السالم( المكانة الرفيعة عند األئم ة األطهار وعند العلماء المعاصرين له وغيرهم فقد أجمعوا على تقديمه بالفضل على غيره من علماء عصره قال اإلمام الباقر )عليه السالم( بإكبار ومودة ألخيه زيد )عليه السالم(: )لقد أنجبت أم ولدتك يا زيد اللهم اشدد أزري بزيد( كما روى سدير الصيرفي قال:)كنت عند أبي جعفر الباقر )عليه السالم( فدخل زيد بن علي فضرب أبو )5( جعفر على كتفه وقال له: )هذا سيد بني هاشم إذا دعاكم فأجيبوه واذا استنصركم فانصروه(. لقد أضفى اإلمام )عليه السالم( على أخيه أسمى النعوت ومنحه وده الخالص ولم يكن بذلك مدفوعا بدافع األخوة فإن مقامه الروحي بعيدا كل البعد من االندفاع و ارء العواطف والرغبات وانما أرى أخاه من أروع صور التكامل اإلنساني فمنحه هذا اللون من الود والتكريم. - 1 ينظر: موسوعة المصطفى والعترة )ع( حسين الشاكري 63 8/ ولشيعة في الميزان محمد جواد مغنيه / ينظر: األمام زيد حياته وعصره _ آراؤه وفقهه األمام محمد أبو زهرة / مسند زيد بن علي / 8 وشرح األزهار اإلمام أحمد المرتضى 15/ ألغاني أبي الفرج األصفهاني 24 /258-5 سر السلسلة العلوية أبي نصير البخاري /

5 كما أن اإلمام الصادق)عليه السالم( يجل ويحترم عم ه زيد )عليه السالم( ويبجله وذلك لفضله وعلمه وتقواه وكان من تعظيم ويسوي ثيابه على السرج(. ومنه ايضا قول الصادق اإلمام الصادق وتبجيله لعمه زيد )عليهم السالم(: )أنه يمسك له بالركاب )عليه السالم(: إنه كان مؤمنا وكان عارفا وكان عالما وكان صدوقا أما إنه لو ظفر لوفى أما إنه لو ملك لعرف كيف يصنعها( وقوله اآلخر لما سمع استشهاده )عليهم السالم( قال: )إنا هلل وانا إليه ارجعون عند اهلل احتسب عمي إنه كان نعم العم إن عمي كان رجال لدنيانا وآخرتنا مضى واهلل عمي شهيدا كشهداء استشهدوا مع رسول اهلل وعلي والحسين مضى واهلل شهيدا( أما قول اإلمام الرضا بحق اإلمام زيد الشهيد )عليهم السالم(: )إنه كان من علماء آل محمد غضب هلل فجاهد أعداءه حتى قتل( كذلك )5( ما روي عن خصيب الوابشي )7( )6( قال: كنت إذا أريت زيد بن علي أريت أسارير النور في وجهه( كذلك ما روي عن أبي الجارود قال: قدمت المدينة فجعلت كلما سألت عن زيد ابن علي قيل لي: ذاك حليف القرآن )8( كذلك ما روي عن عبد اهلل بن محمد ابن الحنفية قال: )مر زيد بن علي بن الحسين على محمد ابن الحنفية فرق له وأجلسه وقال: أعيذك باهلل يا ابن أخي أن تكون زيدا )9( المصلوب بالع ارق ال ينظر أحد إلى عورته وال ينظره إال كان في أسفل درك من جهنم( أما قول أبو حنيفة بحق اإلمام زيد )عليه السالم( يقول: )شاهدت وانما اقتصرنا على ما ذكرناه لإليجاز. )10( زيد بن علي كما شاهدت أهله فما أريت في زمانه افقه منه وال أسرع جوابا وال أبين قوال( واألحاديث في ذلك كثيرة وأما نصوص العلماء فدونك كلمة الشيخ المفيد في إرشاده والقمي في كفاية األثر والنسابة العمري في المجدي وابن داود في رجاله والشهيد األول في قواعده والشيخ محمد بن الشيخ صاحب المعالم في شرح االستبصار واألسترآبادي في رجاله وابن أبي جامع في رجاله والعالمة المجلسي في مرآة العقول والشيخ الحر العاملي في خاتمة الوسائل والى كثيرين من أمثالهم فقد اتفقوا جميعا على معنى واحد هو تنزيه ساحة زيد عن أي عاب وشيه وان دعوته كانت إلهية وجهاده في سبيل اهلل. المطلب الثاني: )11( ويعرب عن أري الشيعة جمعا قول شيخهم بهاء الملة والدين محم د العاملي في رسالة إثبات وجود اإلمام المنتظر: إنا معشر اإلمامة ال نقول في زيد بن علي إال خي ار واتفاق )12( علماء اإلسالم على جاللة زيد وورعه وفضله. ثورة اإلمام الحسين )عليه السالم( وأبعادها الفكرية في اإلسالم: صدى كل ثورة ونتائجها ال بد أن تلمس وتق أر أكانت الثورة قد فشلت أم انتصرت ففي حال الفشل فإن جميع أسس الثورة وأسبابها ستنهار وتنطفئ الجذوة التي أوقدتها الثورة إلى األبد وينتهي كل أمر قامت من أجله تلك الثورة ومن ناحية أخرى ترى بان نتائج الفشل ستكون عكس ما كان يتمناه الثوار وقائد الثورة بالذات وقد يأتي بأهوال تعود بالمجتمع الى الخمول واالستم ارر بالخضوع والذل األبدي. - 1 مقاتل الطالبين أبي الفرج األصفهاني / 87 ورسائل ومقاالت الشيخ جعفر السبحاني / شرح األخبار القاضي النعمان المغربي 286.و / 3 بحار األنوار العالمة المجلسي / - 3 عيون أخبار الرضا )ع( الشيخ الصدوق 175. / 46-4 الوافي الفيض الكاشاني.226 / 2-5 من أصحاب الشهيد )زيد بن علي )عليهم السالم(( ينظر: مقاتل الطالبين: ابي الفرج االصفهاني / بحار األنوار العالمة ألمجلسي / وأعيان الشيعة اليد محسن األمين 7 / أبو الجارود هو زياد بن المنذر الهمداني زيدي أعمى ينسب إليه الجارودية راوي كتاب األصبغ بن نباتة من أصحاب الباقر والصادق )عليهما السالم( والكاظم )ع( وقد روى الكشي فيه ذما من الصادق )ع( بطرق ضعيفة دالة على انحراف العقيدة وانه )ع( سماه ))سرحوبا(( تسمية باسم شيطان يسكن البحر قيل: إنه تغير لما خرج زيد )عليه لسالم(. ينظر: من ال يحضره الفقيه 171 / 4 وأوائل المقاالت الشيخ المفيد / بحار االنوار 209/ 46 وأعيان الشيعة.108 / 7-9 المصدر السابق / وسر السلسلة العلوية أبي نصير البخاري / تاريخ الكوفة البرقي / 376 وأعيان الشعيه.108 / 7-11 هو بهاء المل ة والدين محمد بن الحسين بن عبد الصمد األصبهاني لمعروف )بالشيخ البهائي( المتوفى )1031 ه( الغدير الشيخ أألميني.71 /

6 وكل ذلك لم يحصل بعد استشهاد اإلمام الحسين )عليه السالم( ولو أن حال المجتمع حينها لم يتغير ولكن بعد فترة وجيزة تفجر الشعور والتفكير النضالي وأعلن الناس مرة أخرى استنكارهم للظلم والعبودية والخروج عن المسار األصلي لإلسالم الخالد. القائمون بأي ثورة دائما النخبة المختارة من األئمة هم الطليعة وهم النخبة التي لم يأسرها الواقع المعيش وأنما بقيت في مستوى أعلى منه وان كانت تدركه وتعيه وترصده وتتعذب بسببه. تصبح الثورة قدر هذه النخبة ومصيرها المحتوم حين تفشل جميع وسائل اإلصالح األخرى يعني ذلك أن األمة ولوده لنخبة تنجبهم لكي يكونوا هم الطليعة التي تتصدى لإلصالح وتنادي به وترفض كل ما لم يمت بصلة لمبادئ رسالة اإلسالم الصحيح وعلى هذا الخط المشرق سار ابناء الرسول )صلى اهلل عليه وآله وسلم( فكانوا الجبهة المعارضة للخط السياسي الذي انتهجه ملوك األمويين والعباسيين الذين حولوا البالد الى أرض عثوا فيها فسادهم ولم يرتفع صوت غير أبناء النبي )صلى اهلل عليه وآله( لإلصالح وانقاذ األمة من أولئك اللصوص الخونة. ولعلنا نتلمس هذا الدور في ثورة الثائر الشهيد زيد بن علي بن الحسين )عليهم السالم( الذي رفع ارية الجهاد بعد شهادة أبي األح ارر حفيدة زيد الشهيد )عليهم السالم( الشهيد الخالد الذي كان مطعما بروح جدة وقد رفع شعاره الذي كان نشيدا له ولكل األح ارر: )ما كره قوم حد السيف إال ذل وا( فكلمة الشيخ المفيد في إرشاده والقمي في كفاية األثر والنسابة العمري في المجدي وابن داود في رجاله والشهيد األول في قواعده والشيخ محمد بن الشيخ صاحب المعالم في شرح االستبصار واألسترآبادي في رجاله كانت تلك الثورة امتداد لثورة اإلصالح التي نادى بها جدة الحسين )عليه السالم( ضد الحكم األموي الفاسد فإن ثورة الحسين )عليه السالم( اتاحت الفرص وكسرت حاجز الخوف والتردد وهذا جانب مهم من نتاج ذلك البعد لتلك الثورة. ويمكننا هنا أن نعد ثورة زيد )عليه السالم( هي امتدادا لثورة جدة الحسين )عليه السالم( بمعانيها وأن لهذه الثورة تأثي ار على نشوء جهاز ثوري دائم كان على استعداد للمساهمة في أي عمل ثوري ضد السلطة الظالمة الضالة. وعليه فقد نشأت طائفة الزيدية الذين يرون أن اإلمام المفترض الطاعة هو كل قائم بالسيف ذودا عن الدين ضد الظالمين. إذا فثورة زيد )عليه السالم( قد ارتشفت من رحيق ثورة جد ه اإلمام الحسين )عليه السالم( وعبق مبدئيتها وثوريتها. أوال : قدرة زيد بن علي )عليهم السالم( بالثورة: أن ثورة زيد بن علي عليه السالم كانت عظيمة من حيث توقيتها وآثارها التي خلفتها وبنهضته المباركة لنصرته الحق ودعوته إلى اإلصالح ومواالته أل ئم ة العترة الطاهرة إن هذه الحركة الشجاعة دلت على أن البيت الذي يلد مثل زيد من الرجال في البطولة والشهامة والج أرة واإلقدام فضال عن العلم والعبادة والتقى ال يبنى على التخاذل والمهادنة مع الظالمين أو االبتعاد عن السياسة والتوجس من العذاب والهول من المصائب ولو كان ألحد أثر في تربية زيد الشهيد على كل تلك الصفات فليس إال ألبيه اإلمام الطاهر زين العابدين واال ألخيه اإلمام الباقر )عليهما السالم( اللذين علماه اإلسالم بما فيه من تعاليم الجهاد واألمر بالمعروف والنهي عن المنكر ود ارسة التاريخ بما فيه بطوالت جده علي أمير المؤمنين )عليه السالم( وذك اره بثا ارت جده الحسين )عليه السالم( وزقاه المجد والك ارمة ولقناه اإلباء والحرية واستلهم - هو - من حياة أبيه وأخيه وسيرتهم الحميدة واألصيلة ونضالهم الصامت والناطق سنن التضحية والفداء حتى جعل في مقدمة أهداف.)5( ثورته العظيمة: الطلب بثا ارت الحسين عليه السالم في كربالء إن ثورة زيد بن علي عليه السالم هي الثمرة اليانعة للجهود السياسية التي بذلها اإلمام زين العابدين طول فترة إمامته فهو الذي تمكن بتخطيطه الدقيق من استعادة القوى وتهيئة النفوس لمثل حركة ابنه الشهيد وان صح التعبير فهو الذي جيش البنه زيد ذلك الجيش - 1 ينظر: موسوعة طبقة الفقهاء مؤسسة اإلمام الصادق )عليه السالم( تحقيق جعفر السبحاني 224 / 2 وموسوعة سيرة أهل البيت )عليهم السالم( باقر شريف القرشي.7 / 29-2 أعيان الشيعة محسن األمين.28 / 1-3 ينظر: جواهر التاريخ علي الكوراني العاملي 416. / 3-4 ينظر: التضحية والرمز )دراسة نقدية بالرواية التاريخية عن ثورة الحسين )عليه السالم( عبد الصاحب ناصر آل نصر هللا / ينظر: المصدر السابق /

7 المسلح الذي فاجأ الظالمين وزعزع ثقتهم بالحكم الظالم فلم يكن الجيش الذي كان مع زيد وليد ساعته أو يومه أو شهره أو سنته مع تلك المقاومة الباسلة التي أبداها أصحابه وأنصاره ويكفي زيد بن علي عليه السالم عظمة أنه ضحى بنفسه في سبيل تعزيز مواقع األئمة الطاهرين من أهل البيت )عليهم السالم( فقد كشف لألمويين الطغاة في فترة حساسة من تاريخ حكمهم أن أهل البيت: ال ي ازلون موجودين في الساحة ولديهم القدرة الكافية على التحرك فأي موقع زمني وأي موضع من البالد وهذا ما جعل األمويين يهابون األئمة )عليهم السالم( ويعدونهم المعارضين األقوياء المدافعين عن هذا الدين برغم جسامة التضحيات التي كانوا يقدمونها وأبان الشهيد زيد لكل الظالمين أن أهل البيت عليهم السالم ال يسكتون عمن يعتدي على ك ارمة اإلسالم مهما كلف الثمن. وبهذا يفسر قوله البن أخيه الصادق جعفر بن محمد - لما أ ارد الخروج إلى الكوفة أو ما علمت يا بن أخي أن قائمنا لقاعدنا وقاعدنا لقائمنا فإذا خرجت أنا وأنت فمن يخلفنا في حرمنا إن قيام الشهيد زيد بن علي )عليه السالم( بحركته خارج حدود المدينة صرف أنظار الحكام عن قطب رحى الدين ومحور فلك اإلمامة والقيادة وهم األئمة القائمون في المدينة المنورة بحيث تمكن اإلمام الصادق جعفر بن محمد )عليه السالم( من أداء دوره القيادي مستفيدا من كل األجواء اإليجابية التي خلقتها ثورة عمه الشهيد زيد بن علي )عليه السالم( لينشر علوم آل محمد الحقة ويربي الجيل اإلسالمي المؤمن وكفى ذلك عظمة ومجدا وهدفا ساميا وكان من ثم ارت ثورة زيد بن علي )عليه السالم( أنه أثبت لألمة صدق الدعوى التي يرفع اريتها أئمة أهل البيت في الدفاع عن هذا الدين والنضال من أجله فهذه التضحيات الكبرى أوضح شاهد على ذلك. وكان ذلك تعزي از عمليا لمواقع أهل البيت عليهم السالم في أوساط األمة اإلسالمية وبهذا لقد ورث زيد الشهيد عليه السالم صفات إبائه ومكوناتهم النفسية فكان صورة مشرقة عنهم وامتدادا لمسيرتهم في ميادين الجهاد واإلصالح االجتماعي ومن هذه األصول الكريمة تفرع منها زيد )عليه السالم(. ثانيا : حركة زيد الشهيد )عليه السالم( ومنهج اهل البيت )عليهم السالم(: ينطوي الجهاد في اإلسالم في أعماقه على لون من أعظم ألوان الحب العميق للنوع البشري فالمسلم يعتبر إن األرض هي ارض اهلل سبحانه التي استخلف اإلنسان عليها والمسلم خليفته في األرض وهو مسؤول بوصفه هذا أن يجاهد في سبيل اهلل والمستضعفين من الرجال والنساء والولدان المسلم مسؤول عن الشر الموجود في األرض والمفروض أن يقاومه والمسلم مسؤول عن إسالم )سالمة( النوع البشري واالصل المفروض ان يحارب الشر وكل صوره كالطغيان والفساد والخطايا هي معارك جهاد على المسلم ان يرفع سيفه فيها. فإذا كان الملوك والجبارين الطغاة يمنعون عن الناس ضوء الحقيقة ومنعوا الناس من االتصال باهلل وينتكسون إلى عبادة الطغاة فأن على اإلسالم أن يرفع سيفه وقرآنه فاإلنسان المسلم إذا كان لديه القوة لتغير الحياة رفع سيف الجهاد والى هذا دعا إمامنا زيد الشهيد )عليه السالم( في ثورته المعروفة ضد زمر الكفر والطغيان وحكام الجور من آل أمية والذي تمثل )بهشام بن عبد الملك بن مروان األموي( وتحديدا سنة )121 استجابة المجتمع لإلمام زيد )عليه هج( وقد مهد لثورته طويال وقد نهل كما أسلفنا من ثورة جده الحسين )عليه السالم( وكانت السالم( واسعة من الجماهير التواقة للعدل والمساواة وتطبيق الشريعة اإلسالمية ولم تقتصر هذه االستجابة على مجتمع الكوفة بل بويع )عليه السالم( على الثورة في الكوفة والبصرة )5( وواسط والموصل وخ ارسان والري وغيرها وخاض - 1 ينظر: جهاد اإلمام السجاد )عليه السالم( السيد محمد رضا الجاللي / ينظر: موسوعة سيرة أهل البيت )عليهم السالم( باقر شريف القرشي / ينظر: الجهاد بين النظرية والتطبيق من خالل ثورة الحسين بن علي )عليه السالم( د. يوسف جعفر سعادة / هو: هشام بن عبد الملك بن مروان األموي من أشد الناس عداوة ألهل البيت )عليهم السالم( ولي الخالفة بعد أخيه يزيد بن عبد الملك سنة 105 ه وكانت واليته تسع عشرة سنة وسبعة أشهر توفي بالرصافة من أرض قنسرين سنة 125 ه وله ثالث وخمسون سنة ينظر: الملل والنحل للشهرستاني 154. / 1 ويروى: كان وراء استشهاد االمام )زين العابدين( عليه السالم وأن الذي سم ه هو هشام بن عبد الملك وكان ذلك في ملك الوليد بن عبد الملك. ينظر: مختصر مفيد جعفر مرتضى العاملي 98. / 7-5 ينظر: التضحية والرمز عبد الصاحب ناصر /

8 اإلمام زيد )عليه السالم( في ميدان الشهادة وقد ترد ى بثيابها الحمر المعطرة بدمه الزكي الذي شكل قاعدة للجهاد والتمرد على الظلم والطغيان ومقاومة أعداء اإلسالم الذين تسلطوا على رقاب المسلمين فأمعنوا في إذاللهم وارغامهم على العبودية والذل وكانت شعا ارت الثائرين مع زيد في الكوفة:)يا أهل الكوفة اخرجوا من الذل إلى العز والى الدين والدنيا(. ولهذا كان اإلمام زيد )عليه السالم( مناضال في سبيل الحق ومكافحا من أجل الحرية لذلك أستحق أن يلقب بالثائر كون حركة الثورية نشأت في عهد تسلط فيه األمويون على األمة بصورة الجاهلية األولى فأخذوا يقتلون ويشردون الثائرين من آل بيت النبي )صلى اهلل عليه وآله( ويقربون من عادي اهلل ورسوله الى جانبهم وذلك لتكريس الخط الذي رسمه جدهم )أبو سفيان( وهو خط الردة الى الجاهلية وضرب قيم اإلسالم. كان اإلمام الصادق )عليه السالم( يعد العدة للقيام بانتفاضة عسكرية ضد ذلك النظام الظالم الفاسد فكان اإلمام زيد )عليه السالم( على أه ب االستعداد فكان منفذ وقائد تلك الخطة حتى االستشهاد والصلب روي عن أبي حمزة الثمالي قال: )كنت أزور علي بن الحسين )عليهما السالم( في كل سنة مرة في وقت الحج فأتيته سنة واذا على فخذه صبي فقام الصبي فوقع على عتبة الباب فانشج فوثب إليه مهروال فجعل ينشف دمه ويقول:)إني( أعيذك أن تكون المصلوب في الكناسة قلت: بأبي أنت وأمي وأي كناسة قال: كناسة الكوفة قلت: ويكون ذلك قال: إي والذي بعث محمدا بالحق لئن بعثت بعدي لترين هذا الغالم في ناحية من نواحي الكوفة وهو مقتول مدفون منبوش مسحوب مصلوب في الكناسة ثم ينزل فيحرق ويذرى في البر فقلت: جعلت فداك وما اسم هذا الغالم فقال: ابني زيد ثم دمعت عيناه(. )واطالعه على كونه المصلوب باألخرة في كناسة الكوفة بإخبار اإلمام الباقر واإلمام الصادق )عليهما السالم( فلم يكن يجو ز )5( والسالح(. تخل فه عن الدفاع عن الحق واألمر بالمعروف والنهي عن المنكر بعد ما تهيأت له األسباب من الجنود وعليه فإن العلم بالشهادة باألخرة بإخبار غيبي ال يوجب عدم التكليف بعد تحقق ش ارئطه وأسبابه فلعل جنوده تظفر واإلسالم يغلب وان رزق بنفسه الشهادة والمهم ظفر اإلسالم والحق وتحقق الهدف ال ظفر الشخص وغلبته ولعل شهادته أيضا تؤثر في تقو ي اإلسالم وبسطه كما يشاهد نظير ذلك في كثير من الثو ارت وكيف كان فقيام زيد بن على كان من سنخ نهضة الحسين )عليه السالم( غاية األمر ان الحسين )عليه السالم( كان إ ماما بالحق يدعو إلى نفسه وزيد لم يكن يدعو إلى نفسه بل إلى الرضا من آل محمد وقد أ ارد بذلك اإلمام الصادق )عليه السالم( ال محالة. )6( وقد شابه خروج اإلمام زيد )عليه السالم( خروج جده الحسين )عليه السالم( كون كل منهم رفض السكوت والهوان والوقوف بوجه الظالم بالسيف فخرج كل من اإلمام الحسين وزيد )عليهما السالم( منكرين لوالية العهد للظالمين فأبى سيد الشهداء اإلمام الحسين )عليه السالم( البيعة ليزيد ابن معاوية في الوقت الذي رفض فيه زيد الشهيد )عليه السالم( والية العهد لهشام بن عبد الملك. كذلك خروج اإلمام زيد )عليه السالم( إنكار التخاذ و ارثة الملك سنة في الحكم خصوصا بعدما عمدت إليه الدولة األموية من تصفية الحركات العلوية والقضاء على زعمائهم بكل وسيلة مستطاعة وتدبير المكائد بحق أهل البيت )عليهم السالم( حتى تخمد )7( أنفاسهم وال تقوم لهم قائمة بعد ذلك. - 1 ينظر: موسوعة سيرة أهل البيت )عليهم السالم( باقر شريف القرشي / مقاتل الطالبين ابي الفرج االصفهاني / 94 والكامل في التاريخ ابن االثير 245. / 5-3 ينظر: زيد بن علي شعلة في ليل االستبداد منصور علي المهاجر / بحار األنوار العالمة المجلسي / دراسات في والية الفقيه وفقه الدولة اإلسالمية الشيخ المنتظري / - 6 مختصر مفيد جعفر مرتضى العاملي 176. / 11-7 ينظر: الحياة السياسية والفكرية للزيدية في المشرق العربي ) 749 م 975 م( احمد شوقي ابراهيم العمرجي /

9 ونتيجتا لذلك: كتب اإلمام زيد إلى أهل اآلفاق كتبا يصف فيها جور بني أمية وسوء سيرتهم ويحضهم على الجهاد ويدعوهم إليه وقال: )ال تقولوا: خرجنا غضبا لكم ولكن قولوا: خرجنا غضبا هلل ودينه( وكان اإلمام زيد )عليه السالم( إذا بويع قال: )إن ى أدعوكم إلى كتاب اهلل وسن ة نبي ه )صل ى اهلل عليه واله( وجهاد الظ المين والد فع عن المستضعفين واعطاء المحرومين وقسم هذا الفيء بين أهله بالس واء ورد المظالم ونصرنا أهل البيت على من نصب لنا. أتبايعون على ذلك فإذا قالوا: نعم وضع يده على يده ثم يقول: عليك عهد اهلل وميثاقه وذم ته وذم ة رسوله صل ى اهلل عليه وآله وسلم - لتفين ببيعتي ولتقاتلن معي عدو ى ولتنصحن لي في الس ر والعالنية فإذا قال: نعم مسح يده على يده ثم قال: اللهم اشهد(. فاألمر بالمعروف هو الواجب الذي أمر به الدين أن نضرب على أيدي الظالمين وأن نعترض على كل تصرف شائن الشام فإن انتص ارلحق فبها واال فإن الباطل إن بقى بعد ذلك بقى مكشوف السوءة مرزيا عليه فلن يحب أحد بقاءه مرضيا لرب العالمين كما ترمي إلى ذلك أوهام المرجفين واهلل سبحانه وتعالى محرم تحريما قاطعا ه م الخروج على نصوص الشريعة ويعتبر العامل بغير الشريعة كاف ار وظالما وفاسقا قال تعالى:) و م ن ل م ي ح ك م ب م ا أ ن ز ل الل ه ف أ ول ئ ك ال ك اف ر ون ()المائدة: 44 ( كذلك قوله تعالى: ( م ن ل م ي ح ك م ب م ا أ ن ز ل الل ه ف أ ول ئ ك ه م ال ف اس ق ون ) )المائدة: 47 ( وبهذا فأن نصيب أئمة أهل البيت )عليهم السالم( من الظلم األموي كان كبير وذلك ألنهم يشكلون المعارضة الحقيقية والصلبة للنظام أذا ما أضفنا إلى ما كان يتمتع به الحكام األمويون من أسلوب القمع والترهيب واشاعة الفساد واماتة السنة وأحياء البدعة والرجوع بأمة النبي )صلى اهلل عليه واله( الى ما كانت عليه في الجاهلية األولى كما تعمدهم النظام األموي إلى إيذائهم والسخرية بهم فقد نقلت الروايات أن هشام بن عبد الملك حج في خالفة عبد الملك فطاف بالبيت وأ ارد أن يستلم الحجر فلم يقدر عليه من الزحام فنصب له منبر وأطاف به أهل الشام فبينا هو كذلك إذ أقبل علي بن الحسين " عليه السالم " وعليه إ ازر ورداء من أحسن الناس وجها وأطيبهم ارئحة بين عينيه سجادة كأنها ركبة عنز فجعل يطوف بالبيت فإذا بلغ إلى موضع الحجر تنحى الناس عنه حتى يستلمه هيبته له واجالال فغاظ ذلك هشاما فقال رجل من أهل الشام لهشام من هذا الذي قد هابه الناس هذه الهيبة وأفرجوا له عن الحجر فقال هشام ال أعرفه الن ال يرغب فيه أهل فقال الفرزدق: وكان حاض ار لكني أعرفه فقال: الشامي من هو يا أبا ف ارس فقال: هذا الذي تعرف البطحاء وطأته والبيت يعرفه والحل والحرم هذا ابن خير عباد اهلل كلهم هذا التقى النقي الطاهر العلم فغضب هشام وأمر بحبس الفرزدق فحبس بعسفان بين مكة والمدينة. ظل هذا النمط من المعاملة سياسة ثابتة مارسها حكام بني أمية تجاه أهل البيت )عليهم السالم( بل ان الشهيد زيد )عليه السالم( ذاته ع ر ض لهذا اللون من الظلم وهكذا يتضح أن ظلم األمويين لم يقتصر على عامة الجماهير بل كان أئمة أهل البيت ورجاالتهم من الذين ع رضوا األكثر من ذلك باعتبارهم مركز الهدى وعلم المعارضة لذلك كان من أسباب تلك الثورة هو ما مر ذكره اذأ ما أضفنا الى ذلك اشتداد الظلم والفساد وكثرة مضايقة أهل البيت )عليهم السالم( فرى إمامنا الشهيد أبو الحسين )زيد( )عليه السالم( ان األرض طوقت جو ار وقلة األعوان وتخاذل الناس كانت الشهادة أحب الميتات إليه. أن مقاومة الظلم من أهم األهداف التي ينشدها اإلسالم فإن مبادئه الرفيعة ال يمكن أن تسود في المجتمع مع حكم الظالمين ونفوذ المستبدين لذلك دعا إلى قلع جذور الظلم وتحطيم صروحه وابادة جميع ضروبه وألوانه واستجابة لهذا النداء المقدس قام العظماء والمصلحون من أبناء اإلسالم بثو ارتهم الخالدة التي غيرت مجرى التاريخ ولقنت الظالمين درسا ارئعا خالقا وفي طليعة تلك الثو ارت الخالدة التي تحمل شا ارت الشرف والمجد ثورة اإلمام الحسين )عليه السالم( فقد كانت امتدادا لثورة جده الرسول )صلى اهلل عليه وآله( - 1 أنساب االشراف البالذري 238 / 3 الحسين في مواجهة الضالل االموي سامي البدري / تجارب األمم والملوك أحمد بن مسكويه الرازي / - 3 ينظر: االختصاص الشيخ المفيد / ينظر: الجهاد بين النظرية والتطبيق من خالل ثورة الحسين بن علي )عليه السالم( د. يوسف جعفر سعادة /

10 الذي أعلن الثورة الكبرى على طغاة مكة وجبابرة قريش وامتدادا لثورة أبيه أمير المؤمنين الذي ثار في وجه البغي واالستبداد وحطم القوى المنحرفة عن تعاليم اإلسالم فكما كانت ثورة اإلمام الحسين )عليه السالم ) من أجل تحقيق العدالة وانقاذ المسلمين من سياسة البطش والعنف وحمايتهم من العبودية واالستغالل وصيانة من التدهور واالنحالل سارت كوكبة من أبنائه على ضوء سياسته الثورة فقابلوا الظلم وناهضوا الجور وحاربوا االستبداد كزيد بن علي الثائر على الحكم األموي والمنافح عن العدالة اإلنسانية يقول ألصحابه: ن ندعوكم إلى كتاب اهلل وسنة نبيه وجهاد الظالمين والدفاع عن المستضعفين واعطاء المحرومين وقسم هذا الفئ بين أهله بالسواء ورد المظالم... من أجل هذه المبادئ الرفيعة ثار زيد بن علي فقاتل حتى استشهد في ساحات الشرف والخلود. لقد كان العلماء يعتبرون ثورة زيد على الطغيان األموي ثورة أهل العلم والزهادة والنسك عليهم حتى أن بعض المؤرخين يذكر أن الذين قاتلوا مع زيد كانوا من الق ارء والفقهاء وأن اآلخرين تخلفوا عنه قولهم: بعلمنا أن الناس سيخذلونه كما خذلوا أباه من قبل لجاهدنا معه ألنه إمام حق. ورغم أن ثورة االمام زيد انتهت باستشهاده واستشهاد من معه ثم صلبه ورمي جثمانه في كناسة الكوفة إال أن هذه الثورة كانت الفتيل الذي أشعل الثورة الكبرى والتي أنهت حكم األمويين إلى األبد. ثالثا : اإلمام زيد )عليه السالم( ودعوى االمامة: بذلك بينا فيما سبق ان االمام ابو الحسين زيد يريدها يكن ولم نفسه )عليه السالم( لم يكن خروجه والقيام بثورته التي ادت بستشهادة وصلبه على كناسة الكوفة على يد الزمرة االمويه الضالة التي كانت بئس الموروث االموي الفاسد السافك والمتعطش للدماء العلويه الطاهرة ان يكون ذلك القيام الطاهر بدافع دنيوي والدعوة لالمامة والمارة بقدر ما كان خروجة ضد الحكم الفاسد والوقوف بوجه الظلمة ام ار بالمعروف وناهيا عن المنكر حيث اعتقد كثير من الشيعة فيه االمامة لخروجه يدعو الى الرضا من آل محمد (ص لى اهلل عليه وآله وسل م) فظنوه يريد لمعرفته الصادق ولده الى وفاته عند الباقر اخيه ووصية قبله من لالمامة الباقر اإلمام اخيه باستحقاق )عليهم السالم( كما روي ان زيد بن علي (عليها السالم( كان دائم ا في فكر االنتقام واال خذ بثأر جده الحسين )عليه السالم( ومنه قول: االمام الصادق )عليه السالم( في ذكر مسجد السهله قال: )لو استجار عمي زيد به زعمت ألجاره اهلل سنة( الظاهر من األخبار مدح زيد وأنه لم يدع اإلمامة بل طلب بثار جده الحسين صلوات اهلل عليه ولهذا تبعه كثير من أصحاب الصادق )صلوات اهلل عليه وآله( ولو ادعى اإلمامة لما تبعه أحد من أصحابه والظاهر أن خروجه لم يكن بإذنه )عليه السالم( لكنهم كانوا ارضون من أصحاب الخروج كزيد والمختار وغيرهما كما يظهر من األخبار ومن هذه الجهة توهم البعض انه ادعى اإلمامة وهذا الظن خطأ ال نه كان عارفا برتبة أخيه وكان حاض ار في وقت وصية أبيه ووضع أخيه في مكانه وكان متيقا ان اإلمامة أل خيه وبعده للصادق)عليهما السالم( حيث زيد ان لهم رشد ال ممن طوائف عين اخوته بعد أبي جعفر الباقر )عليهما السالم( بن علي)عليه السالم( خرج يدعو لنفسه وقد افتروا عليه الكذب وبهتوه بما لم يدعه وأفضلهم ورعا وفقها. ألنه كان كما روي عن يحيى بن زيد )عليهما السالم( قال: سألت أبي عليه السالم عن األئمة فقال: األئمة اثنا عشر أربعة من الماضين وثمانية من الباقين. قلت: فسمهم يا أبه. فقال: أما الماضين فعلي بن أبي طالب والحسن والحسين وعلي بن الحسين ومن الباقين أخي الباقر وجعفر الصادق ابنه وبعده موسى ابنه وبعده علي ابنه وبعده محمد ابنه وبعده علي ابنه وبعده الحسن ابنه وبعده المهدي[ عجل اهلل فرجه الشريف ]. فقلت: يا أبه ألست منهم قال: ال ولكني من العترة. قلت: فمن أين عرفت أساميهم قال: عهد معهود عهده إلينا )5( رسول اهلل صلى اهلل عليه وآله وسلم(. - 1 ينظر: النظام السياسي في االسالم الشيخ باقر شريف القرشي / ينظر: إمام علي الرضا ورسالته قي الطب محمد علي البار / من ال يحضره الفقيه الشيخ الصدوق 1 / ينظر: أعيان الشيعة محسن االمين 112. / 7 5 ينظر: شر ح االخبار القاضي النعمان المغربي 286. / 3 كفاية األثر الخزاز القمي /

11 وبهذا يقول الخ اززي القمي: إن زيد بن علي )عليه السالم( خرج على سبيل األمر بالمعروف والنهي عن المنكر ال على سبيل المخالفة البن أخيه جعفر بن محمد )عليهما السالم( وانما وقع الخالف من جهة الناس وذلك أن زيد بن علي )عليه السالم( لما خرج ولم يخرج جعفر بن محمد )عليهما السالم( توهم من الشيعة أن امتناع جعفر الصادق)عليه السالم( كان للمخالفة وانما كان لضرب من التدبير فلما أرى الذي صاروا للزيدية سلفا قالوا: ليس اإلمام من جلس في بيته وأغلق يأمر بالمعروف وينهى فما كان بينهما خالف ابن أخي جعفر( فلو ادعى بابه وأرخى ستره وانما اإلمام من خرج بسيفه عن المنكر فهذا كان سبب وقوع الخالف بين الشيعة وأما اإلمام جعفر الصادق واإلمام زيد )عليهما السالم(. والدليل على صحة ما مر ذكره قول زيد بن علي )عليه السالم(:)من أ ارد الجهاد فإلى ومن أ ارد العلم فإلى اإلمامة لنفسه لم ينف كمال العلم عن نفسه إذ اإلمام يكون أعلم من الصادق )عليه السالم( )رحم اهلل عمي زيدا لو ظفر لوفا إنما دعا إلى الرضا من آل محمد وأنا الرضا(. وبهذا قال السيد علي خان الحويزي في نكت البيان الحديث على أن زيدا رحمه اهلل المعصومين وكذلك ما ورد في في أعلى الم ارتب من رضى األئمة الطاهرين الرعية ومن مشهور قول جعفر بعد نقل خبر فضيل بن يسار في شهادة )زيد عليه السالم(: وقد دل هذا حقه ومدحه والتحزن عليه وعلى ما أصابه في غير هذا الحديث عن أهل وانه من خلص المؤمنين وانه من األعذق عند البيت )عليهم السالم( من أحاديث كثيرة وال شك انه لم يحصل له من االمام )عليه السالم( نهي صريح عن الخروج كما ينبئ عن ذلك مدحهم له واظهار الرضا عنه وهو لم يخرج اال لما ناله من الضيم من عتات بني أمية وال ريب على ذلك رضاهم عنه )عليه السالم(. ان قصده ونيته ان استقام له االمر ارجاع الحق إلى أهله ويدل كما لنا ان نتلمس الت ازم اإلمام زيد )عليه السالم( واق ارره بأمامه األئمة أالثني عشر)عليهم السالم( وأنه من العترة ما روي عن محمد بن بكير قال: دخلت على زيد بن علي )عليه السالم( وعنده صالح بن بشر فسلمت عليه وهو يريد الخروج إلى الع ارق فقلت له: يا ابن رسول اهلل حدثني بشئ سمعته عن أبيك عليه السالم فقال: نعم حدثني أبي عن أبيه عن جده قال: قال رسول اهلل صلى اهلل عليه وآله: من أنعم اهلل عليه بنعمة فليحمد اهلل ومن استبطأ الرزق فليستغفر اهلل ومن أحزنه أمر فليقل: ال حول وال قوة إال باهلل. فقلت: زدني يا ابن رسول اهلل قال: نعم حدثني أبي عن أبيه عن جده قال: قال رسول اهلل صلى اهلل عليه وآله: أربعة أنا لهم الشفيع يوم القيامة المكرم لذريتي والقاضي لهم حوائجهم والساعي لهم في أمورهم عند اضط اررهم إليه والمحب لهم بقلبه ولسانه [...] يا ابن بكير بنا عرف اهلل وبنا عبد اهلل ونحن السبيل إلى اهلل ومنا المصطفى والمرتضى ومنا يكون المهدي قائم هذه األمة. قلت: يا ابن رسول اهلل هل عهد إليكم رسول اهلل صلى اهلل عليه وآله متى يقوم قائمكم ستة من األوصياء بعد هذا ثم يجعل اهلل خروج قائمنا فيمالها قسطا وعدال كما ملئت جو ار وظلما قال: يا ابن بكير إنك لن تلحقه وان هذا االمر تليه فقلت: يا ابن رسول اهلل ألست صاحب هذا االمر فقال: أنا من العترة فعدت فعاد إلي فقلت: هذا الذي تقول عنك أو عن رسول اهلل صلى اهلل عليه وآله فقال: لو كنت أعلم الغيب )5( الستكثرت من الخير ال ولكن عهد عهده إلينا رسول اهلل)صلى اهلل عليه وآله(. كما روي عن عمرو بن خالد قال: قال زيد بن علي بن الحسين بن علي ابن أبي طالب )عليهم السالم(:)في كل زمان رجل منا )6( أهل البيت يحتج اهلل به على خلقه وحجة زماننا ابن أخي جعفر بن محمد ال يضل من تبعه وال يهتدي من خالفه( وروي أيضا عن عبد اهلل بن العالء قال: )قلت لزيد: أنت صاحب هذا األمر قال: ال ولكني من العترة قلت: فإلى من تأمرنا )7( قال: عليك بصاحب الشعر وأشار إلى الصادق )عليه السالم( ينظر: كفاية األثر / شرح األخبار.286/ 3-3 المصدر السابق.286 / 3-4 ينظر: أعيان الشيعة محسن االمين 113. / 7-5 ينظر: كفاية األثر / 299 وبحار األنوار العالمة المجلسي 202 / 46-6 بحار االنوار العالمة المجلسي.19 / 47-7 مرأة العقول في شرح اخبار الرسول العالمة المجلسي 54. 4/

12 كما يروى ان محمد بن مسلم دخل على زيد بن علي )عليه السالم( فقال: إن قوما يزعمون أنك صاحب ولكني من العترة. قلت: فمن يلي السالم( فأخبرته بذلك فقال: صدق أخي كأني به وقد صلب في الكناسة. ومنه ايضا ان رجال هذا األمر بعدكم قال: ستة من الخلفاء والمهدي منهم. قال ابن مسلم: زيد سيلي هذا األمر بعدي سبعة من األوصياء والمهدي منهم. ثم هذا األمر. قال: ال ثم دخلت على الباقر)عليه بكى عليه السالم وقال: التقى بيحيى بن االمام زيد )عليهما السالم( إلى ان قال: وقد جاء من رسول اهلل )صلى اهلل عليه وآله وسلم( فيمن ادعى اإلمامة كذابا فقال: مه يا عبد اهلل إن أبي كان أعقل من أن يدعي ما ليس له به حق وانما قال ادعوكم الى الرضا من آل محمد )صلى اهلل عليه وآله( عني بذلك ابن عمي جعفر)عليه السالم( فقال الرجل: فهو اليوم صاحب االمر فقال يحيى )عليه السالم(: نعم هو أفقه بني هاشم. )وهذا الحديث كما كشف عن منزلة زيد الرفيعة في الدين والفضيلة وبطالن ما نسبوه إليه فقد أثبت ليحيى مقاما علي ا في الورع والعلم والفقه. واألحاديث عن ن ازهة زيد عن تلك الدعوى وافرة جم ة فهو أتقى وأنقى من أن يلو ث نفسه الطاهرة بدعوى اإلمامة وا ن ما اد عتها له بعض الناس بعد وفاته فعرفوا بالزيدي ة لتلك المقالة. والزيدي ة ف رق يجمعها القول: بأن اإلمامة في أوالد فاطمة )عليها الس الم( ولم يجو زوا ثبوت إ مامة في غيرهم إ ال أنهم جو زوا أن يكون كل فاطمي عالم ازهد شجاع سخي خرج بالسيف إ ماما واجب الط اعة سواء كان من أوالد الحسن )عليه الس الم( أو من أوالد الحسين )عليه الس الم(. كما أن أري الزيديه القائل: بأن اإلمام يهيء لنفسه ال لغيره ذلك ألن وألنه ال يرى اإلمامة تكون بالو ارثة فكان هو الجدير بأن يكون اإلمام. أريه أن اإلمام يجب يخرج داعيا لنفسه وهو الذي خرج لكن الذي يظهر ويثبت أن األمامية ينكرون نسبة هذين المبدأين إليه وأنه كان على أريهم في ان اإلمامة ثبتت لعلي )عليه السالم( بالشخص وأن كل أمام يوصي لمن بعده وأن اإلمام الباقر )عليه السالم( اخذ بالوصية عن أبيه زين العابدين وأوصى بها ألبنه أبي عبد اهلل جعفر الصادق )عليهما السالم( ونحن نقرر صدق هذه المبادئ وصحة نسبتها إلى اإلمام زيد )عليه السالم( كذلك بيان مكانة اإلمام زيد )عليه السالم( وبيان منزلته وورعه وجهاده في سبيل الدين والحق ما قاله اإلمام النفس الزكية محمد بن عبد اهلل بن الحسن بن الحسن )ت: ١٤٥ هج(: )واهلل لقد أحيا زيد بن علي ما دثر من سنن المرسلين وأقام عمود الدين إذ اعوج ولن ننح إال أثره ولن نقتبس إال من نوره وزيد إمام األئمة وأول من دعا إلى اهلل بعد الحسين بن علي )عليهم )5( السالم( كذلك قول سفيان بن سعيد الثوري )ت: 161 هج(: )بذ ل م هجته لربه وقام بالحق لخالقه ولحق بالشهداء المرزوقين من آبائه وقال: قام مقام الحسين بن علي وكان أعلم خلق اهلل بكتاب اهلل واهلل ما ولدت النساء )6( مثله(. وهنا يثبت خلو ساحة اإلمام زيد )عليه السالم( من دعوا اإلمامة لنفسه وانه دعا الى أئمة الهدى الذي فرض اهلل سبحانه طاعتهم عن لسان نبيه )صلى اهلل عليه واله( وذهب )عليه السالم( الى حصر اإلمامة باألئمة اإلثني عشر وقد عدهم بدءا باالمام علي )عليه السالم( وأنتهاءا باألمام المنتظر المهدي )عجل اهلل فرجه الشريف( وهذا ماروي عنه من أحاديث صرحت بذلك وقد مر ذكر منها وانه من بيوت رفع اهلل عنهم الرجس وطهرهم تطهي ار فهو ارفع من ان يجعل نفسه في موقع يأبى اهلل سبحانه ان يكون لغيره وهو القائم ليله والصائم نهاره والذي لقب بحليف الق ارن لمالزمته اياه كفاية االثر.310/ 1984 م.119 / 4-2 ينظر: بحار االنوار العالمة المجلسي / االمام الصادق)عليه السالم( الشيخ مجمد حسن المظفر / - 4 ينظر: االمام زيد )حياته وعصره آراؤه وفقهه( محمد ابو زهره / انساب االشراف البالذري.93 / 3-6 تاريخ الكوفة السيد البرقي / 388.

13 أنه وكما ذكر سابقا قال اإلمام الصادق )عليه السالم( بحقه: )رحمه اهلل أنه كان مؤمنا وكان عارفا وكان عالما وكان صادقا أما لو ظفر لوفى أما أنه لو ملك لعرف كيف يضعها( وقال اإلمام الرضا )عليه السالم( في جواب سؤال المأمون عن أدعاء زيد )عله السالم( ما لم يكن له بحق: )إن زيد بن علي لم يدع ما ليس له بحق وانه كان اتقى الل ه من ذلك إنه قال أدعوكم إلى الرضا من آل محمد وانما جاء ما جاء فيمن يدعي أن الل ه تعالى نص عليه ثم يدعو إلى غير دين الل ه ويضل عن سبيله بغير علم وكان زيد والل ه ممن خوطب بهذه اآلية قال تعالى: )و ج اه د وا ف ي الل ه ح ق ج ه اد ه ه و اج ت ب اك م و م ا ج ع ل ع ل ي ك م ف ي الد ين م ن ح ر ج ()الحج:.)78 وبذلك ينتهي السياق في ظاهره إلى أن اإلمام زيدا دعا لنفسه باإلمامة وال يوجد ما ينقض األدلة التي سقناها وقد نزهوا أئمتنا األطهار )عليهم السالم( اإلمام زيدا )عليه السالم( عن ان يطالب ما ليس له بحق وأنه )عليه السالم( كان يدعوا إلى العلوية وانه لم يعلن نفسه إماما بل دعا الى االمام الحقيقي وهو ابن أخيه اإلمام جعفر الصادق )عليه السالم( )وكفى في اكبار نهضته )عليه السالم( وب ارءته مما يوصم به بكاء اإلمام الصادق )عليه السالم( عليه وتقسيمه األموال في عائالت المقتولين معه وتقريع من تخلف عن نصرته وتسمية الثائرين معه بالمؤمنين والمحاربين له بالكافرين(. ونرى من هذا ان األمامية مع إجاللهم لإلمام زيد )عليه السالم( ومقامه في الجهاد ينكرون ان يكون قد أدعى اإلمامة لنفسه ويتخذون من الثناء دليال على انه ما أدعى لإلمامة لنفسه كما أن اإلمام أبا عبد اهلل الصادق )عليه السالم( يوافقه على دعوته واستداللنا على ذلك اتخذوا من تسمية المقاتلين معه بالمؤمنين والمخالفين له بالكافرين. كما أن الدليل المنطقي ينتهي بنا الى أن االمام زيد )عليه السالم( خرج مجاهدا للظلم داعيا الى الحق وأنه لم يفرض لنفسه سلطانا حتى يستقر االمر ويستولي على البالد ويحكم. الخاتمة هناك من المصادر تشير الى ان تسمية بهذا االسم زيد جاءت من عند النبي )صلى اهلل عليه وآله وسلم(وهو الذي سماه زيدا. ولد اإلمام زيد بن علي في ظل الدولة األموية مروانية الفرع وفي سلطة عبد الملك بن مروان وعاصر سلطة أربعة من أوالده: الوليد وسليمان ويزيد وهشام وعامين من والية عمربن عبد العزيز كان األمام زين العابدين وبقية أهل البيت )عليهم السالم( ينتظرونه بفارغ الصبر ألنه امتداد ألسرته التي حصدتها سيوف األمويين.. 4. نشأ اإلمام زيد بن علي في بيئة علمي ة وديني ة عظيمتين فتغذى بلبان الحكمة إذ نشأ في مدينة جده رسول اهلل )صلى اهلل عليه وآله وسلم( حاضرة وتحت العلم بتربيته أخوه األكبر األمام محمد ثم بعد وفاة أبيه الكريم تول ى رعاية أبيه اإلمام علي زين العابدين بن الحسين)عليهما السالم( الباقر )عليه السالم( ومن الطبيعي إن لهذه الصحبة أث ار فعاال في سلوكه وتكوين شخصيته قام اإلمام زيد بن علي بواجبة الديني واإلنساني إل ازلة الظلم والطغيان بكل ما يستطيع موسائل حتى ق تل شهيدا. أن لإلمام زيد )عليه السالم( المكانة الرفيعة عند األئم ة األطهار وعند العلماء المعاصرين له وغيرهم فقد أجمعوا على تقديمه بالفضل على غيره من علماء عصره حيث قال الباقر فيه: )هذا سيد بني هاشم إذا دعاكم فأجيبوه واذا استنصركم فانصروه(. ويسوي ثيابه على السرج( تعظيم اإلمام الصادق وتبجيله لعمه زيد )عليهم السالم(: )أنه يمسك له بالركاب اتفقوا العلماء جميعا على معنى واحد هو تنزيه ساحة زيد عن أي عاب وشية وان دعوته كانت إلهية وجهاده في سبيل اهلل. ترك اإلمام زيد بن علي ت ارثا فكريا عظيما في علوم متعددة وكان محل عناية العلماء والمحققين على مر األزمان والعصور. 10. ويمكننا هنا أن نعد ثورة زيد )عليه السالم( هي امتدادا لثورة جدة الحسين )عليه السالم( بمعانيها وأن لهذه الثورة تأثي ار على نشوء جهاز ثوري دائم كان على استعداد للمساهمة في أي عمل ثوري ضد السلطة الظالمة الضالة. - 1 شرح االخبار: النعمان المغربي 286 3/ وبحار االنوار العالمة المجلسي 325. / 47-2 الوافي: القيض الكاشاني.226 / 3-3 االمام زيد محمد ابو زهره / 68

14 11. إن ثورة زيد بن علي )عليه السالم(هي الثمرة اليانعة تمكن بتخطيطه الدقيق من استعادة القوى وتهيئة النفوس لمثل حركة ابنه الشهيد. للجهود السياسية التي بذلها اإلمام زين العابدين طول فترة إمامته فهو الذي 12. يكفي زيد بن علي )عليه السالم(عظمة أنه ضحى بنفسه في سبيل تعزيز مواقع األئمة الطاهرين من أهل البيت )عليهم السالم( فقد كشف لألمويين الطغاة في فترة حساسة من تاريخ حكمهم. 13. تمكن اإلمام الصادق جعفر بن محمد )عليه السالم( من أداء دوره القيادي مستفيدا من كل األجواء اإليجابية التي خلقتها ثورة عمه الشهيد زيد بن علي )عليه السالم( لينشر علوم آل محمد الحقة ويربي الجيل وهدفا ساميا اإلسالمي المؤمن وكفى ذلك عظمة ومجدا 14. كان اإلمام زيد )عليه السالم( مناضال في سبيل الحق ومكافحا من أجل الحرية لذلك أستحق أن يلقب بالثائر كون حركة الثورية نشأت في عهد تسلط فيه األمويون على األمة بصورة الجاهلية األولى. على كان من سنخ نهضة الحسين )عليه السالم( غاية األمر ان الحسين )عليه السالم( كان إ ماما بالحق يدعو 15. كان قيام زيد بن إلى نفسه وزيد لم يكن يدعو إلى نفسه بل إلى الرضا من آل محمد وقد أ ارد بذلك اإلمام الصادق )عليه السالم( ال محالة شابه خروج اإلمام زيد )عليه السالم( خروج جده الحسين )عليه السالم( كون كل منهم رفض السكوت والهوان والوقوف بوجه الظالم بالسيف. دعوة االمام زيد )عليه السالم( للجهاد حيث كان يدعوا بقوله:: )ال تقولوا: خرجنا غضبا لكم ولكن قولوا: خرجنا غضبا هلل ودينه( وكان اإلمام زيد )عليه السالم( إذا بويع قال: )إن ى أدعوكم إلى كتاب اهلل وسن ة نبي ه )صل ى اهلل عليه واله( وجهاد الظ المين. 18. لقد كان العلماء يعتبرون ثورة زيد على الطغيان األموي ثورة أهل العلم والزهادة والنسك عليهم حتى أن بعض المؤرخين يذكر أن الذين قاتلوا مع زيد كانوا من الق ارء والفقهاء وأن اآلخرين تخلفوا عنه لجاهدنا معه ألنه إمام حق قولهم: بعلمنا أن الناس سيخذلونه كما خذلوا أباه من قبل 19. رغم أن ثورة االمام زيد انتهت باستشهاده واستشهاد من معه ثم صلبه ورمي جثمانه في كناسة الكوفة إال أن هذه الثورة كانت الفتيل الذي أشعل الثورة الكبرى والتي أنهت حكم األمويين إلى األبد. 20. اعتقد كثير من الشيعة فيه االمامة لخروجه يدعو الى الرضا من آل محمد (ص لى اهلل عليه وآله وسل م) فظنوه يريد بذلك نفسه ولم يكن يريدها لمعرفته باستحقاق اخيه اإلمام الباقر لالمامة من قبله ووصية اخيه الباقر عند وفاته الى ولده الصادق )عليهم السالم(. 21. الظاهر من األخبار مدح زيد وأنه لم يدع اإلمامة بل طلب بثار جده الحسين صلوات اهلل عليه ولهذا تبعه كثير من أصحاب الصادق )صلوات اهلل عليه وآله( ولو ادعى اإلمامة لما تبعه أحد من أصحابه. 22. عقيدة االمام زيد )عليه السالم( باألئمة األثني عشر وأنه ليس منهم ولكنه من العترة ويتضح لنا هذا الموقف من سؤال يحيى البيه )عليهما السالم( قال: سألت أبي عليه السالم عن األئمة فقال: األئمة اثنا عشر أربعة من الماضين وثمانية من الباقين. قلت: فسمهم يا أبه. فقال: أما الماضين فعلي بن أبي طالب والحسن والحسين وعلي بن الحسين ومن الباقين أخي الباقر وجعفر الصادق ابنه وبعده موسى ابنه وبعده علي ابنه وبعده محمد ابنه وبعده علي ابنه وبعده الحسن ابنه وبعده المهدي[ عجل اهلل فرجه الشريف ]. فقلت: يا أبه ألست منهم قال: ال ولكني من العترة. 23. إن زيد بن علي )عليه السالم( خرج محمد )عليهما السالم( وانما وقع الخالف من على سبيل األمر بالمعروف والنهي عن المنكر ال على سبيل المخالفة البن أخيه جعفر بن جهة الناس وذلك أن زيد بن علي )عليه السالم( لما خرج ولم يخرج جعفر بن محمد )عليهما السالم( توهم من الشيعة أن امتناع جعفر الصادق)عليه السالم( كان للمخالفة وانما كان لضرب من التدبير. 24. تنزيه أئمتنا األطهار )عليهم السالم( اإلمام زيدا )عليه السالم( عن ان يطالب ما ليس له بحق وأنه )عليه السالم( كان يدعوا إلى العلوية وانه لم يعلن نفسه إماما بل دعا الى االمام الحقيقي وهو ابن أخيه اإلمام جعفر الصادق )عليه السالم( )وكفى في

15 اكبار نهضته )عليه السالم( وب ارءته مما يوصم به بكاء اإلمام الصادق )عليه السالم( عليه وتقسيمه األموال في عائالت المقتولين معه وتقريع من تخلف عن نصرته وتسمية الثائرين معه بالمؤمنين والمحاربين له بالكافرين( 25. يعتبر اإلمام زيد بن علي أول من صنف في تفسير غريب القرآن وقد أثر ذلك على من جاء بعده 26. ترك اإلمام زيد بن علي ت ارثا فكريا عظيما في علوم متعددة وكان محل عناية العلماء والمحققين على مر األزمان والعصور. المصادر والم ارجع: االختصاص الشيخ المفيد )ت: 413 هج( تح علي أكبر غفاري محمود الزرندي دار المفيد بيروت لبنان ط 1993 م. 2 أعيان الشيعة السيد محسن األمين )ت: 1371 ه( تح حسن االمين دار التعارف بيروت- لبنان االمام الصادق)عليه السالم( الشيخ مجمد حسن المظفر )ت: 1375 هج( دار الزه ارء بيروت لبنان ط م. األمام زيد حياته وعصره _ آ ارؤه وفقهه األمام محمد أبو زهرة دار الفكر العربي القاهرة مصر ط 1 د-ت. إمام علي الرضا ورسالته قي الطب محمد علي البار دار المناهل وبيروت لبنان دط د-ت. أوائل المقاالت الشيخ المفيد )ت: 431 هج( تح أب ارهيم االنصاري دار المفيد بيروت لبنان ط م. تاريخ الكوفة السيد البرقي )ت: 1332 هج( تح ماجد أحمد العطيه )ت: 1399 هج( مطبعة شريعت - إي ارن ط م. تاريخ الكوفة البرقي )ت: 1323 هج( تح ماجد أحمد العطيه مط بعة شريعت إي ارن ط م. تاريخ دمشق ابن عساكر )ت: 571 ه( تح علي شيري مكتبة الفكر بيروت لبنان د-ط 1994 م. 10. تجارب األمم والملوك أحمد بن مسكويه ال ارزي )ت: 421 هج( تح د. ابو القاسم أمامي دار سروش للطباعة طه ارن اي ارن ط م. 11. التضحية والرمز )د ارسة نقدية بالرواية التاريخية عن ثورة الحسين )عليه السالم( عبد الصاحب ناصر آل نصر اهلل مؤسسة البالغ لبنان ط م. 12. جهاد اإلمام السجاد )عليه السالم( السيد محمد رضا الجاللي مؤسسة دار الحديث ط م. 13. الجهاد بين النظرية والتطبيق من خالل ثورة الحسين بن علي )عليه السالم( د. يوسف جعفر سعادة ذات السالسل الكويت ط م. 14. جواهر التاريخ علي الكو ارني العاملي دار الهدى ط م. 15. حار األنوار العالمة ألمجلسي )ت: ط م. 16. الحياة السياسية والفكرية للزيدية في المشرق العربي ) 749 م مصر ط م هج( تح حسن الخرسان محمد الباقر البهبودي مؤسسة الوفاء بيروت 975 م( احمد شوقي اب ارهيم العمرجي مكتبة مدبولي القاهرة 17. د ارسات في والية الفقيه وفقه الدولة اإلسالمية الشيخ المنتظري مكتب اإلعالم اإلسالمي بيروت لبنان. 18. رسائل ومقاالت الشيخ جعفر السبحاني مؤسسة االمام الصادق )ع( قم إي ارن ط م. 19. زيد بن علي شعلة في ليل االستبداد منصور علي المهاجر مؤسسة االعلمي بيروت- لبنان ط م. لبنان 20. سر السلسلة العلوية أبي نصير البخاري )ت: 341 هج( تح محمد صادق بحر العلوم المطبعة الحيدرية النجف االشرف ط م. 21. شرح األخبار القاضي النعمان المغربي )ت: 363 هج( تح محمد حسين الجاللي مؤسسة النشر اإلسالمي قم إي ارن. 22. شرح األزهار اإلمام أحمد المرتضى (ت: 840 هج( مكتبة غمضان صنعاء اليمن. 23. الطبقات الكبرى أبو عبد اهلل محمد بن سعد البصري )ت: 230 ه( دار صادر بيروت د- ت.